ما بيثن الأمة والأمّ وشائج لا تنفصم ,وحبالُ سرية لاتنصرم..يأتلفان لغةً,يتعانقان مبنى,يترادفان معنى..إليهما ينتهي الطالبون,وعلى هديهما يسير الظاعنون..
أصل الأشياء الأمّ :أم النساء حواء..أم الكتاب الفاتحة..أم القرى مكة..أم الرأس الدماغ..وأم الجيش العًلًم في مقدمته.
وأصل الأعراق الأمة : في صبغيات أبنائها الموروثة ..في مصالح بنيها الموحدة..في آمالهم وآلامهم المشتركة.. بذك شعار كل عروبيّ صميمي :
"أمة عربية واحدة"
الأمة هي الوالدة..هي الرجل الجامع لخصال الخير : إن ابراهيم أمة قانتاً لله ... والأمة هي الّدين :"إنا وجدنا آباءنا على أمة..."
والأمة أيضاً هي الريقة والحين والمدة .ومو الأم في عائلتها , وتوطدها في النسب والوراثة مرجعا لها,فكان حن الوجه تشبهاً بها والعشيرة وطناً تيمناً بحنوّها, والترحم والتواد مقاربةً لإنسانيتها ...
ألم تتنادى الأم لنصرة غزة هاشم في محنتها..تمسح جراحها..تكفكف دموع أياماها وأطفالها..تشدُّ عضد مقاوميها ؟
ما كان أعظم ماجدات غزة الأمهات وقد زففن أبناءهنّ,فلذات أكبادهن, قرابين فداء ..قبضن على التراب قبض المؤمن على عقيدته,وجندي على سلاحه.فكانت الأم الأمة حقاً,لا انفصام في العرى,ولا تصرم في الرؤى..
"الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراق"
لكل أمهات غزة والجنوب
لكل الأمهات العربيات الماجدات
لكل أمهات العالم الرائعات
ألف تحية
وألف ألف سلام